ديوان الهبل،

الحسن بن علي الهبل (المتوفى: 1079 هـ)

مقدمة جامع الديوان:

صفحة 68 - الجزء 1

  لعصب «النصب» والنفاق الطعام، أعْظَمَ ذَخيرة، وأتم وسيلة⁣(⁣١) ..؛ صلوات الله وسلامه عليهما، وعلى آلهما؛ خَزَنَة وَحي الله، وقُرناء كتاب الله، الذين علموا مُحْكَمَهُ، ومُتشابهه، وناسخهُ ومنسوخه، وخاصه وعامه، وتأويله، وتَنْزِيلَه؛ ... ! «أَمَّا بَعْدُ» فإنّه طلب مني من أتقرب إلى الله بطَاعَتِه؛ وأرجو نيل رضوانه بولايته؛ أن أَجْمَعَ شيئاً مِمّا اطلعت عليه، وبلغ إليَّ مِن شعر من تلفعَ من البلاغة بأبرادها، وألقت إليه مقاليد أمُورِها في إصدارها وإيرادها؛ وتَزينت به من بعد أن لبست ثياب حدادها وأزالت بهِ القذى الذي حَلّ من عينها في سوادها؛ من أنجد في خلال الكمال وأغور؛ وأعجز أبناءَ زَمانِه إذ جَلَّى في حلية المكارم - عن نيل غايته وأحصر؛ ونال - على حداثة سنه - ما لم ينله - مع الحرص على نله - أخو المشيب، وتفرد ببرد مكارم الأخلاق النَّصْرِ القشيب، ربيب حجر «التشيع» طفلا؛ الحاوي منه ما لم يحوه سواه ... نعمةٌ عليه من الله وفضلا؛ الفائز⁣(⁣٢) منه بأوفى حطّ وأوفر نصيب، ولي آلِ محمّد صلّى الله عليه وعلى آله الصادق، وغيظ عدوهم المائق المنافق، وسم النواصب الوحي في المغارب والمشارق، وقذى عين من تنكب عن نهج «الوصي» وفارقه، وأصبح تابعاً لكل خارج عن الدين مارق؛ والعذب الزلال في فم كل محب لآلِ محمد ÷ مُلتزم لِنَهْجهم القويم موافق، الشاب التَّقي المطهر عن الشَّيْن النَّقي»⁣(⁣٣)، المعجز بارتقائه إلى أعلى درج في المجد لكل من أراد أن يبلغ محله ويرتقي⁣(⁣٤) الآخذين من فنون العلم بما يزلفه إنشاء الله تعالى إلى جنات النعيم⁣(⁣٥)، ويُنجيه من العذاب الأليم ويقي، شرف الإسلام، ومفخر الشيعة الأعلام، وحامل لوائهم الذي من دخل تحته فاز بالجواز على الصراط يوم تزل الأقدام، وأمنَ مِنَ الهلاك يوم التغابن والزحام، يوم تأتي كل أمة بإمام⁣(⁣٦)، «الحسن بن علي بن جابر الهبل» الزيدي في الاعتقاد والقول،


(١) في كل من «ن» و «ف»: من أعظم ذخيرة؛ ولعل «من» مما أقحمه النساخ إذ لا محل لها؛ كما أن لفظة «أتم» لا توجد في «ن» والعبارة فيها هكذا: «من أعظم ذخيرة ووسيلة».

(٢) العبارة في «ف» هكذا: «الفائز منه بأوفى نصيب» فقط.

(٣) عبارة «ف» هكذا: «المطهر من العيوب النقي».

(٤) في «ف» هكذا: «إلى أعلا درج المجد لكل من رام» ...

(٥) في «ف» هكذا: (الآخذ من العلم» و «بجنات النعيم»

(٦) في «ف» هكذا: «كل نفس».