(فصل) في الكفالة
  وَالرَّضَاعُ يَدْخُلُ تَبَعاً لَا الْعَكْسُ، وَتَضْمَنُ مَنْ مَاتَ لِتَفْرِيطِهَا عَالِمَةً غَالِباً وَإِلَّا فَعَلَى الْعَاقِلَةِ، وَلَهَا نَقْلُهُ إلَى مَقَرِّهَا غَالِباً، وَالْقَوْلُ لَهَا فِيمَا عَلَيْهِ.
  (فَصْلٌ) وَمَتَى اسْتَغْنَى بِنَفْسِهِ فَالْأَبُ أَوْلَى بِالذَّكَرِ، وَالْأُمُّ بِالْأُنْثَى، وَبِهِمَا حَيْثُ لَا أَبَ، فَإِنْ تَزَوَّجَتْ فَمَنْ يَلِيهَا، فَإِنْ تَزَوَّجْنَ خُيِّرَ بَيْنَ الْأُمِّ وَالْعَصَبَةِ، وَيُنْقَلُ إلَى مَنِ اخْتَارَ ثَانِياً.
  (وَالرَّضَاعُ يَدْخُلُ) في إجارة الحضانة (تَبَعاً) للخدمة للطفل لأنه حق (لَا الْعَكْسُ) فلا يصح وهو أن يعقدوا الإجارة على الرضاع وتدخل الخدمة تبعاً لأنه يؤدي إلى بيع اللبن في الثدي وذلك لا يصح (وَتَضْمَنُ) الحاضنة (مَنْ مَاتَ لِتَفْرِيطِهَا) في حال كونها (عَالِمَةً) أو ظانة أنه يموت بذلك التفريط كأن تبعث بولدها قبل أن يرضع شيئاً من اللبأ (غَالِباً) احترازاً من أن تضع بين يديه شراباً يقتله ولو عالمة فيتناوله ويشربه فيموت فإنَّ الضمان يكون في هذه الحالة على عاقلتها (وَإِلَّا) تكن عالمةً أو ظانةً بل جاهلةً أنه يموت إذا لم يرضع اللبا في مثالنا (فَعَلَى الْعَاقِلَةِ) نصفُ ديته والنصف الآخر على عاقلة الحامل له (وَلَهَا) أي الأم ونحوها (نَقْلُهُ إلَى مَقَرِّهَا) ولو فوق البريد (غَالِباً) احترازاً من أن يكون مقرها دار حرب أو فسق أو يخاف على الولد فيه أو تكون فيه غريبة عن أهلها فليس لها نقله (وَالْقَوْلُ لَهَا) أي الحاضنة (فِيمَا عَلَيْهِ) أي الصبي من الثياب وأنها لم تبدِّله.
(فَصْلٌ) في الكفالة
  (وَمَتَى اسْتَغْنَى) الصبي (بِنَفْسِهِ) أكلاً وشرباً ولباساً ونوماً (فَالْأَبُ) حينئذ (أَوْلَى بِالذَّكَرِ) ليعلمه أمور دينه ومعيشته (وَالْأُمُّ) الفارغة أولى (بِالْأُنْثَى) لتعلمها أخلاق وأعمال النِّساء فإن كانت مزوجة فالأب أولى بهما (وَ) الأم الفارغة أولى (بِهِمَا) أي بالذكر والأنثى بعد استقلالهما (حَيْثُ لَا أَبَ) لهما موجود بل مات أو غاب منقطعةً (فَإِنْ تَزَوَّجَتِ) الأم (فَمَنْ يَلِيهَا) من الحواضن الفارغات حيث لا أب على التدريج الذي مرَّ (فَإِنْ تَزَوَّجْنَ) أي الحواضن جميعاً أو حصل مانع من كفالتهن (خُيِّرَ) الولد ذكراً كان أو أنثى (بَيْنَ الْأُمِّ) المتزوجة (وَالْعَصَبَةِ) للولد من المحارم مطلقاً وغيرهم في الذكر (وَيُنْقَلُ(١) إلَى مَنِ اخْتَارَ ثَانِياً) وثالثاً ورابعاً لأنَّ الاختيار يتجدد له كل وقت.
(١) في (أ): وَتَنْتَقِلُ.