لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في خيار الرؤية

صفحة 278 - الجزء 1

  وَلِجَهْلِ قَدْرِ الثَّمَنِ أَوِ الْمَبِيعِ أَوْ تَعْيِينِهِ، وَهَذِهِ عَلَى التَّرَاخِي وَتُوْرَثُ غَالِباً وَيُكَلَّفُ التَّعْيِينَ بَعْدَ الْمُدَّةِ، وَلِغَبْنِ صَبِيٍّ أَوْ مُتَصَرِّفٍ عَنِ الْغَيْرِ فَاحِشاً وَبِكَوْنِهِ مَوْقُوفاً وَهُمَا عَلَى تَرَاخٍ وَلَا يُوْرَثَانِ، وَللرُّؤْيَةِ وَالشَّرْطِ وَالْعَيْبِ.

  (فَصْلٌ) فَمَنِ اشْتَرَى غَائِباً ذُكِرَ جِنْسُهُ صَحَّ وَلَهُ رَدُّهُ عَقِيبَ رُؤْيَةٍ مُمَيِّزَةٍ بِتَأَمُّلٍ لِجَمِيعِ غَيْرِ الْمِثْلِيِّ إلَّا مَا يُعْفَى،


  (وَ) يثبت الخيار للمشتري (لِجَهْلِ قَدْرِ الثَّمَنِ) نحو أن يقول البائع: «بعتُ منك هذه الصبرة على ما قد بعتُ من الناس» وقد باع على سعرٍ واحدٍ لا يعلم به المشتري (أَوْ) لجهل مقدار (الْمَبِيعِ أَوْ تَعْيِينِهِ) نحو أن يشتري ثوبين كلّ ثوبٍ بكذا على أنه بالخيار يَرُّدُّ ما شاءَ ويأخذُ ما شاء، فيكون له الخيار فيأخذ أيَّهما شاءَ (وَهَذِهِ) الخيارات الثمانية المتقدمة تكون (عَلَى التَّرَاخِي) أي فصاحب الخيار على خياره حتى يصدر منه رضىً بالقول أو ما يجري مجراه (وَتُوْرَثُ غَالِباً) احترازاً من خيار تعيين المبيع حيث تناول العقد كل الشيء على أن يأخذ ما شاء ويَرُدَّ ما شاء فإنَّه إذا مات من له الخيارُ فلا يورث عنه الخيار (وَيُكَلَّفُ التَّعْيِينَ بَعْدَ الْمُدَّةِ) حيث لا يتناول العقد كل الأشياء (وَ) يثبت الخيار (لِغَبْنِ صَبِيٍّ) مميِّزٍ باع عن نفسه بإذن وَليِّه (أَوْ) لغبنِ (مُتَصَرِّفٍ عَنِ الْغَيْرِ) كوكيلٍ أو شريكٍ غُبِنَا غَبْناً (فَاحِشاً) وهو ما زاد على نصف عشر القيمة (وَبِكَوْنِهِ مَوْقُوفاً) يثبت الخيار للفضوليِّ وللمالك (وَهُمَا) أي خيارا المغابنة والإجازة (عَلَى تَرَاخٍ وَلَا يُوْرَثَانِ) فإذا مات العاقدُ بطلَ العقدُ (وَ) يثبت الخيار (للرُّؤْيَةِ وَالشَّرْطِ وَالْعَيْبِ) وستأتي واحداً بعد واحدٍ.

(فَصْلٌ) في خيار الرؤية

  (فَمَنِ اشْتَرَى غَائِباً) لم يكن قد رآه رؤية مثله أو رآه رؤيةً غيرَ مُمَيِّزَةٍ وقد (ذُكِرَ جِنْسُهُ) إذا كان مثليّاً لا يختلف (صَحَّ) البيع (وَلَهُ رَدُّهُ) فوراً (عَقِيبَ رُؤْيَةٍ مُمَيِّزَةٍ) عرفَ بها الطول والعرض، والصِّغَرَ والكِبَرَ (بِتَأَمُّلٍ) حتى عرفَ الجودة والرداءة ونحوهما (لِجَمِيعِ غَيْرِ الْمِثْلِيِّ) المستوي وهو المختلفُ والقيميُّ (إلَّا مَا يُعْفَى) كمواثر البناء.