مقدمة
  إلا بضع مسائل خالف فيها المذهب المقرر قد بيناها في كتابنا هذا.
  نعم ... ومما يدلك أخي المطلع على عظمة كتاب الأزهار وإخلاص مؤلفه انكبابُ عشرات بل مئات العلماء الأعلام والطلبة الكرام على شرحه ودرسه، وحفظه وتدريسه، وتوجيه مسائله، وبيان أدلته، وتفصيل فروعه، وتبيين مجمله، وتفسير مبهمِه، حتى ممن خالف وحاول أن يعارضه بمثله، فقد حكى لنا والدنا العلامة الحجة الولي الحسن بن أحمد أبو علي عافاه الله أن القاضي محمد بن علي الشوكاني قرأ متن الأزهار ثلاث عشرة مرة، ولهذا فإنه - أعني كتاب الأزهار - قد خُدِمَ خِدْمَةً بالغةً شرحاً وتنقيحاً، وتوجيهاً وتعليلاً، وأخذاًَ ورداً، بل أظنُّ أنَّه لم يحظ كتابٌ في الفقه ولا في سائر العُلوم بمثل ما حظي به من عشرات الشروح التي يمكن معرفتها بمراجعة كتب التراجم نحو أعلام المؤلفين الزيدية، وطبقات الزيدية، ومطلع البدور ... وغيرها، ويكفيه ما نقله السيد الإمام إبراهيم بن القاسم في الطبقات (١/ ٢٣٢) من أنه قد حوى سبعاً وعشرين ألف مسألة، منطوقها ومفهومها، ونقله عنه الإمام الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي # في (لوامع الأنوار: ٢/ ١٨١).
  ومن أراد أن ينظر في ضبطه وجزالة لفظه، وعظيم اختصاره، فلينظر في فصل: (أوقات دماء الحج وأمكنتها) وفصل: (من يضمن ومن لا يضمن) وباب القصر، وصفة الصلاة، ومسألة أم الفصول السبعة ... وغيرها.
  نعم ... ولما رأينا إقبال جميع الطلاب عليه وصعوبة بعض ألفاظه، وتعقد مسائله، خصوصاً من كتاب البيع إلى آخره، حتى إنه لا يكاد يكمله إلى آخره إلا من امتحن الله قلبه للتقوى، وكان شُرَّاحُه رضوان الله عليهم قد أوسعوا في شروحهم وحققوا ودققوا، وكان من أعظمها اختصاراً وأجلها تحقيقاً كتاب (التَّاج الْمُذْهَب لِأَحْكَامِ المَذْهَب) تأليف القاضي العلامة المحقق أحمد بن قاسم العنسي ¦، إلا أنَّه يصعب على الطالب المبتدئ حتى المراجعة فيه أو التحضير لما يدرسه من فصول المتن لتشعب مسائله والتفريعات التي فيه، ولكونه يُغَيِّرُ إعرابَ المتن تبعاً لشرحه رغم اختصاره وتحقيقه التحقيق البالغ فيما اختلف فيه من التذهيب في شرح الأزهار وحواشيه، وقد كنت آمل في العثور على شرحٍ للأزهار يكون مُبقِياً لإعراب المتن كما هو منذ سنوات، حتى رأيت في