لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

مقدمة

صفحة 19 - الجزء 1

  أعلام المؤلفين الزيدية أنه ثَمَّ كتابٌ كذلك للعلامة عبد الحميد المعافى المتوفى سنة (١٠٦١ هـ) تقريباً، أسماه (الأنهار المتدفقة في رياض الأزهار) لكنه يكاد أن يكون في حكم العدم، فلذلك كله عزمت على وضع تعليقٍ بسيط على الأزهار مختصرٍ غاية الإختصار، خوفاً من إثقال كاهله بالتعليقات وهروباً من كِبَرِه في نظر المبتدئ، وإنَّما هو بمثابة ما كان يسمَّى عند مشايخنا في المدارس العلمية (مفهوم منطوق) وأسميته (لُبَابَ الأَفْكَارِ فِي تَوْضِيحِ مُبهَمَاتِ الأَزهَارِ فِي فِقْهِ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ) خدمة للطلبة والمشايخ، واختصاراً للوقت والجهد الذي يبذلونه حين دراسته أو تدريسه، وتحبيباً لمن كان قد نفر عن دراسته لصعوبته ولم آتِ فيهِ بشيءٍ من عندي، إنَّما هو تحصيل حاصل لِمَا قد وضعه الشارحون الأوائل، وقد اعتمدت فيما وضعته من التعليقات اعتماداً بالغاً على كتاب (التَّاج الْمُذْهَب) لتحقيقه وتنقيحه، وقليلاً على الحواشي المزبورة بنسخة المتن لسيدي المولى العلامة عبد الله بن سليمان العزي |، وأقل منه على كتاب (شرح الأزهار) ونادراً على (ضوء النهار) وقد حاولت جاهداً أن يكون ما زبرته طبقاً لأقوال المذهب وعدم الخروجِ منه أصلاً إلا في بعض المسائل التي خالف فيها المصنف للأزهار # المذهب، فأخذتُ على نفسي أن أشرحها كما هي، ثم أبين بعد ذلك المختار لأهل المذهب في كل مسألة⁣(⁣١) خلافَ ما فعله المحقق العنسي في التَّاج، فقد كان يُغَيِّرُ كلامَ الإمام في الأزهار بتعاليقه طبقاً لكلام أهل المذهب، حتى إن بعض الطلبة كان يصلح في المتن على ما في التاج أو يرتبك عند مراجعته في التاج، ومن أمثلة ذلك تغييره لكلام الإمام # في الحج في قوله: ويلزمه بدنة وشاة ودمان ... الخ، قال العنسي |: والمذهب أنه لا يلزمه أن يخرج (بدنة وشاة ..) الخ، وكذا في قوله: ويجزئه للفرض ما التبس نوعه، قال العنسي |: ولا (يجزئه للفرض ..) الخ (انظر التاج: ١/ ٢٧٢).

  وكذا أيضاً في تمليك الطلاق (٢/ ١٧١) وكذا في الوصايا في قوله: (وللموافق المرافعة إلى المخالف ..) وفي السير في قوله: (وللمسلم أخذ ما ظفر به ..) وفي قوله: (ويعتق


(١) وثَمَّ سبعة أو ثمانية مواضع يجدها القارئ في تعليقنا هذا قد صوبت على الإمام #، ولكن المتأمل فيها يرى أن ذلك التصويب لم يكن إلا لشمول العبارة المصوب بها فقط؛ ليس لاختلاف بينها وبين عبارة الإمام #، فلذا نقلنا تلك التصويبات كما هي والله المستعان، تمت معلقاً.