وَفِعْلُ مَا يَدْعُو إلَيْهِ، وَتَزْيِينُ مِحْرَابِهِ، وَتَسْرِيجُهُ لِمُجَرَّدِ الْقِرَاءَةِ وَنَسْخِ كُتُبِ الْهِدَايَةِ وَلَوْ لِلنَّاسِخِ لَا لِمُبَاحٍ أَوْ خَالِياً، وَمَنْ نَجَّسَهُ فَعَلَيْهِ أَرْشُ النَّقْصِ وَأُجْرَةُ الْغَسْلِ، وَلَا يَتَوَلَّاهُ إلَّا بِوِلَايَةٍ؛ فَإِنْ فَعَلَ لَمْ يَسْقُطَا.

  (فَصْلٌ) وَوِلَايَةُ الْوَقْفِ إلَى الْوَاقِفِ، ثُمَّ مَنْصُوبِهِ وَصِيّاً أَوْ وَلِيّاً، ثُمَّ الْمَوْقُوفِ عَلَيْهِ مُعَيَّناً، ثُمَّ الْإِمَامِ وَالْحَاكِمِ، وَلَا يَعْتَرِضَا مَنْ مَرَّ إلَّا لِخِيَانَةٍ أَوْ بِإِعَانَةٍ، وَتُعْتَبَرُ الْعَدَالَةُ عَلَى الْأَصَحِّ،

  (وَ) للمتولي (فِعْلُ مَا يَدْعُو) المسلمين ولو واحداً (إلَيْهِ) كالمنارة والمنازل للمتعلمين وتجديد مائِهِ (وَ) له أيضاً (تَزْيِينُ مِحْرَابِهِ وَتَسْرِيجُهُ لِمُجَرَّدِ الْقِرَاءَةِ) في كتب الهداية (وَنَسْخِ كُتُبِ الْهِدَايَةِ) لأنها قربة (وَلَوْ) كانت ملكاً (لِلنَّاسِخِ لَا) تسريجه (لِمُبَاحٍ) إلا أن يدخل تبعاً (أَوْ) يكون المسجد (خَالِياً، وَمَنْ نَجَّسَهُ) ولو صغيراً أو مجنوناً أو مضطرّاً (فَعَلَيْهِ أَرْشُ النَّقْصِ) الحاصل بالتنجيس أو بالغسل (وَأُجْرَةُ الْغَسْلِ) للمسجد يسلمها إلى المتولي (وَلَا يَتَوَلَّاهُ) يعني لا يتولى المنَجِّسُ الغسلَ (إلَّا بِوِلَايَةٍ) إلا لمفسدة كخشية الفتنة أو تراخي المتولي (فَإِنْ فَعَلَ) بلا ولاية ولا مسوغ (لَمْ يَسْقُطَا) أيْ أرش النقص وأجرة الغسل.

(فَصْلٌ) في بيان ولاية الوقف

  (وَوِلَايَةُ الْوَقْفِ) معناها حصول المكلف على صفةٍ مخصوصةٍ لولاها لم يكن له الفعل (إلَى الْوَاقِفِ) مجازاةً له على بره، لا وارثه إلا أن يكون وصيّاً أو موقوفاً عليه (ثُمَّ) إلى (مَنْصُوبِهِ) يعني منصوب الواقف سواء كان (وَصِيّاً أَوْ وَلِيّاً ثُمَّ) تنتقل الولاية إلى (الْمَوْقُوفِ عَلَيْهِ) أو وارثه إذا كان الموقوف عليه (مُعَيَّناً) ولو متعدداً منحصراً (ثُمَّ الْإِمَامِ وَالْحَاكِمِ) من جهته ثم المحتسب ثم من صلح من المسلمين (وَلَا يَعْتَرِضَا) يعني الإمام والحاكم (مَنْ مَرَّ) ممن له ولاية الوقف من واقف ... الخ (إلَّا لِخِيَانَةٍ) فيُعزلون لها والخيانة في الوقف تكون بأخذ بعض الغلة أو محاولة بيع الوقف أو رهنه (أَوْ بِإِعَانَةٍ) له منهما يعني بأن يقيما من يعينه إذا عجز لكثرة ما تولاه (وَتُعْتَبَرُ الْعَدَالَةُ) في أهل الولايات من أهل الأوقاف والمساجد وغيرها (عَلَى الْأَصَحِّ) من القولين ...