[75] - قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون 254}
  وتنتفي على وجوه لم يكن في الظاهر دلالة على الوجه المخصوص، لا سيما وهذه الأنواع من المشيئة متباينة متنافية(١).
[٧٥] - قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٥٤}
  قال القاضي: هذا التأويل(٢) غير صحيح لأن قوله: {وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} كلام مبتدأ فلم يجب تعليقه بما تقدم(٣).
[٧٦] - قوله تعالى: {لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا
= فدل ذلك على أن الكفر والإيمان والطاعة والعصيان بقضاء اللّه وقدره ومشيئته، وعلى أن قتل الكفار وقتالهم للمؤمنين بإرادة اللّه تعالى. وأما المعتزلة فقد أجابوا عن الاستدلال، وقالوا: المقصود من الآية بيان أن الكفار إذا قتلوا فليس ذلك بغلبة منهم للّه تعالى وهذا المقصود يحصل بأن يقال: إنه تعالى لو شاء لأهلكهم وأبادهم أو يقال: لو شاء لسلب القوى والقدر منهم أو يقال: لو شاء لمنعهم من القتال جبرا وقسرا وإذا كان كذلك فقوله: {وَلَوْ شاءَ اللَّهُ} المراد منه هذه الأنواع من المشيئة، وهذا كما يقال: لو شاء الإمام لم يعبد المجوس النار في مملكته، ولم تشرب النصارى الخمر، والمراد منه المشيئة التي ذكرناها - الرازي: التفسير الكبير ج ٦/ ٢١٩.
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٦/ ٢١٩.
(٢) التأويل هو: أوهم ذلك نفي الخلة والشفاعة مطلقا، فذكر تعالى عقيبه: {وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ليدل على أن ذلك النفي مختص بالكافرين، وعلى هذا التقدير تصير الآية دالة على إثبات الشفاعة في حق الفساق. - الرازي: التفسير الكبير ج ٦/ ٢٢١.
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٦/ ٢٢١.