تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[22] - قوله تعالى: {أ لم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم 104}

صفحة 216 - الجزء 1

  يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ٨٠}

  قال القاضي: ظاهر قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} كالدلالة على طلب القوم منه الاستغفار⁣(⁣١).

[٢١] - قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٠٣}

  ونقل القاضي في «تفسيره» عن الكعبي في «تفسيره» أنه قال علي لعمر وهو مسجى: عليك الصلاة والسلام، ومن الناس من أنكر ذلك، ونقل عن ابن عباس ® أنه قال: لا تنبغي الصلاة من أحد على أحد إلّا في حق النبي عليه الصلاة والسلام ... قال القاضي: إنه جائز في حق الرسول عليه الصلاة والسلام، والدليل عليه أنهم قالوا: يا رسول اللّه قد عرفنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال على وجه التعليم «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» ومعلوم أنه ليس في آل محمد نبيّ، فيتناول عليا ذلك كما يجوز مثله في آل إبراهيم⁣(⁣٢).

[٢٢] - قوله تعالى: {أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ١٠٤}

  في قوله تعالى: {عَنْ عِبادِهِ} فيه وجهان: ... والثاني: قال القاضي:

  لعل {عَنْ} أبلغ لأنه ينبئ عن القبول مع تسهيل سبيله إلى التوبة التي قبلت⁣(⁣٣).

[٢٣] - قوله تعالى: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى


(١) م. ن ج ١٦/ ١٤٦.

(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ١٦/ ١٨١ - ١٨٢.

(٣) م. ن ج ١٦/ ١٨٦.