تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[5] - قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون 22}

صفحة 335 - الجزء 1

  أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ ١٩}

  واحتجّ القاضي به في خلق الأعمال من وجهين: الأول: ذلك النسيان لو حصل بخلق اللّه لكانت إضافتها إلى الشيطان كذبا، والثاني: لو حصل ذلك بخلق اللّه لكانوا كالمؤمنين في كونهم حزب اللّه لا حزب الشيطان⁣(⁣١).

[٥] - قوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٢٢}

  واختلفوا في المراد من قوله: {كَتَبَ} أما القاضي فذكر ثلاثة أوجه على وفق قول المعتزلة: أحدها: جعل في قلوبهم علامة تعرف بها الملائكة ما هم عليه من الإخلاص، وثانيها: المراد شرح صدورهم للإيمان بالألطاف والتوفيق، وثالثها: قيل في: {كَتَبَ} قضى أن قلوبهم بهذا الوصف⁣(⁣٢).


(١) م. ن ج ٢٩/ ٢٧٦.

(٢) م. ن ج ٢٩/ ٢٧٨.