تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[20] - قوله تعالى: {قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤ بسحر عظيم 116}

صفحة 192 - الجزء 1

  سوى رئيسهم، وكان الذي يعلمهم رجلا مجوسيا من أهل نينوى بلدة يونس #، وهي قرية بالموصل⁣(⁣١).

[٢٠] - قوله تعالى: {قالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ١١٦}

  قال القاضي: لو كان السحر حقا، لكانوا قد سحروا قلوبهم لا أعينهم؟

  فثبت أن المراد أنهم تخيلوا أحوالا عجيبة مع أن الأمر في الحقيقة ما كان على وفق ما تخيلوه⁣(⁣٢).

[٢١] - قوله تعالى: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ١١٨}

  قال القاضي: قوله: {فَوَقَعَ الْحَقُّ} يفيد قوة الثبوت والظهور بحيث لا يصحّ فيه البطلان كما لا يصحّ في الواقع أن يصير لا واقعا. فإن قيل: قوله:

  {فَوَقَعَ الْحَقُّ} يدل على قوة هذا الظهور، فكان قوله: {وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} تكريرا من غير فائدة⁣(⁣٣).

[٢٢] - قوله تعالى: {قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ١٢٣}

  قال القاضي: وقوله: {قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} دليل على مناقضة فرعون في ادعاء الإلهية، لأنه لو كان إلها لما جاز أن يأذن لهم في أن يؤمنوا به مع أنه يدعوهم إلى إلهية غيره، ثم قال: وذلك من خذلان اللّه تعالى الذي يظهر على المبطلين⁣(⁣٤).


(١) م. ن ج ١٤/ ٢٠٠.

(٢) م. ن ج ١٤/ ٢٠٤.

(٣) م. ن ج ١٤/ ٢٠٦.

(٤) م. ن ج ١٤/ ٢٠٩.