تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[38] - قوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون 144}

صفحة 89 - الجزء 1

  وثالثها: أن مثل هذه الأخبار لا تسمى شهادة⁣(⁣١).

[٣٨] - قوله تعالى: {قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ١٤٤}

  أ - قوله: {قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ} فيه قولان: القول الأول: ... وهو المشهور الذي عليه أكثر المفسرين أن ذلك كان لانتظار تحويله من بيت المقدس إلى الكعبة، والقائلون بهذا القول ذكروا وجوها. الرابع: أنه # أحب أن يحصل هذا الشرف للمسجد الذي في بلدته ومنشئه لا في مسجد آخر، واعترض القاضي على هذا الوجه وقال: أنه لا يليق به # أن يكره قبلة أمر أن يصلي إليها، وأن يحب أن يحوله ربه عنها إلى قبلة يهواها بطبعه⁣(⁣٢).

  ب - أما قوله: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها} ففيه مسائل ... المسألة الثانية: قوله: {تَرْضاها} فيه وجوه. أحدها: ترضاها تحبها وتميل إليها، لأن الكعبة كانت أحب إليه من غيرها بحسب ميل الطبع، قال القاضي: هذا لا يجوز فإنه من المحال أن يقول اللّه تعالى: فلنولينك قبلة يميل طبعك إليها، لأن ذلك يقدح في حكمته تعالى فيما يكلّف، ويقدح في حال النبيّ عليه الصلاة والسلام فيما يريده في حال التكليف⁣(⁣٣).

  ج - قوله تعالى {وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} واختيار


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٤/ ١١٣ - ١١٤.

(٢) م. ن ج ٤/ ١٢٣.

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٤/ ١٢٦.