[4] - قوله تعالى: {وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم
  عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} ومن لا يقدر على الإيمان كما يقول القوم ولا يكون الإيمان من فعله لا يكون مفرطا، وثامنها: ذمه لهم بأنهم من الساخرين، وذلك لا يتم إلّا أن تكون السخرية فعلهم وكان يصحّ منهم أن لا يفعلوه، وتاسعها: قوله {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي} أي مكنني {لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} وعلى هذا قولهم إذا لم يقدر على التقوى فكيف يصحّ ذلك منه، وعاشرها:
  قوله {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} وعلى قولهم لو رده اللّه أبدا كرة بعد كرة، وليس فيه إلّا قدرة الكفر لم يصحّ أن يكون محسنا، والحادي عشر: قوله تعالى موبخا لهم {بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ} فبين تعالى أن الحجة عليهم للّه لأن الحجة لهم على اللّه، ولو أن الأمر كما قالوا لكان لهم أن يقولوا: قد جاءتنا الآيات ولكنك خلقت فينا التكذيب بها ولم تقدرنا على التصديق بها. والثاني عشر: أنه تعالى وصفهم بالتكذيب والاستكبار والكفر على وجه الذم ولو لم تكن هذه الأشياء أفعالا لهم لما صحّ الكلام(١).
  ب - ... قال القاضي: يجب حمل الآية على الكل من المشبهة والمجبرة وكذلك كل من وصف اللّه بما لا يليق به نفيا وإثباتا، فأضاف إليه ما يجب تنزيهه عنه أو نزهه عما يجب أن يضاف إليه، فالكل منهم داخلون تحت هذه الآية، لأنهم كذبوا على اللّه، فتخصيص الآية بالمجبرة والمشبهة أو اليهود والنصارى لا يجوز(٢).
[٤] - قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٧/ ٧ - ٨.
(٢) م. ن ج ٢٧ - ٩.