[21] - قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أ فكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون 87}
  على العمل الصالح لكان ذكر العمل الصالح بعد الإيمان تكرارا. أجاب القاضي:
  بأن الإيمان وإن كان يدخل فيه جميع الأعمال الصالحة، إلّا أن قوله: آمن لا يفيد إلّا أنه فعل فعلا واحدا من أفعال الإيمان، فلهذا حسن أن يقول {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ}(١).
[٢١] - قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ٨٧}
  أما قوله تعالى: {وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} ففيه مسألتان: ...
  المسألة الثانية: روي أن بعد موسى # إلى أيام عيسى # كانت الرسل تتواتر ويظهر بعضهم في أثر بعض، والشريعة واحدة إلى أيام عيسى #، فإنه ~ جاء بشريعة مجددة، واستدلوا على صحة ذلك بقوله تعالى: {وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} فإنه يقتضي أنهم على حد واحد في الشريعة يتبع بعضهم بعضا فيها، قال القاضي: إن الرسول الثاني لا يجوز أن يكون على شريعة الأول حتى لا يؤدي إلى تلك الشريعة بعينها من غير زيادة ولا نقصان(٢).
[٢٢] - قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ ٩٦}
(١) م. ن ج ٣/ ١٦٣.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٣/ ١٧٦.