تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[5] - قوله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا 110}

صفحة 266 - الجزء 1

  وهكذا قاله القاضي وهو ضبط حسن⁣(⁣١).

[٥] - قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا ١١٠}

  فذكر ههنا من صفات التنزيه والجلال، وهي السلوب ثلاثة، أنواع من الصفات ... النوع الثالث: من تكبير اللّه تكبيره في أفعاله، وعند هذا تختلف أهل الجبر والقدر، فقال أهل السنة: إنا نحمد اللّه ونكبره ونعظمه على أن يجري في سلطانه شيء لا على وفق حكمه وإرادته فالكل واقع بقضاء اللّه وقدرته ومشيئته وإرادته، وقالت المعتزلة: إنا نكبر اللّه ونعظمه عن أن يكون فاعلا لهذه القبائح والفواحش، بل نعتقد أن حكمته تقتضي التنزيه والتقديس عنها وعن إرادتها، وسمعت أن الأستاذ أبا إسحاق الإسفراييني كان جالسا في دار الصاحب بن عباد، فدخل القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني فلما رآه قال:

  سبحان من تنزه عن الفحشاء، فقال الأستاذ أبو إسحاق: سبحان من لا يجري في ملكه إلّا ما يشاء⁣(⁣٢).


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢١/ ٦.

(٢) م. ن ج ٢١/ ٧٣.