[1] - قوله تعالى: {أ لم نشرح لك صدرك 1}
سورة الشرح
[١] - قوله تعالى: {أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١}
  وفي شرح الصدر قولان: الأول: ما روى أن جبريل # أتاه وشق صدره وأخرج قلبه وغسله وأنقاه من المعاصي ثم ملأه علما وإيمانا ووضعه في صدره. واعلم أن القاضي طعن في هذه الرواية من وجوه: أحدها: أن الرواية أن هذه الواقعة إنما وقعت في حال صغره # وذلك من المعجزات، فلا يجوز أن تتقدم نبوته، وثانيها: أن تأثير الغسل في إزالة الأجسام، والمعاصي ليست بأجسام فلا يكون للغسل فيها أثر، ثالثها: أنه لا يصحّ أن يملأ القلب علما، بل اللّه تعالى يخلق فيه العلوم(١).
[٢] - قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣}
  احتج بهذه الآية من أثبت المعصية للأنبياء $. والجواب عنه من وجهين. أن الذين يجوزون الصغائر على الأنبياء $ حملوا هذه الآية عليها، لا يقال إن قوله {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣} يدل على كونه عظيما، فكيف يليق ذلك بالصغائر، لأنا نقول: إنما وصف ذلك بانقاض الظهر مع كونها مغفورة لشدة اغتمام النبي ﷺ بوقوعه منه وتحسره مع ندمه عليه، أو إنما وصفه بذلك لأن تأثير فيما يزول به من الثواب عظيم، فيجوز لذلك ما ذكره اللّه تعالى. هذا تقرير الكلام على قول المعتزلة وفيه إشكال،
(١) م. ن ج ٣٢/ ٢ - ٣.