[40] - قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون 151}
  إنه على سبيل الزجر عن الركون إليهم ومقاربتهم، تقوية لنفسه، ومتبعي شريعته، ليستمروا على عداوتهم، عن القاضي(١).
  ج - المسألة الخامسة: اختلفوا في قوله {ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} قال الحسن، والجبّائي: أراد جميعهم، كأنه قال: لا يجتمعون على اتباع قبلتك، على نحو قوله: {وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى}[الأنعام: ٣٥]، وقال الأصمّ وغيره: بل المراد أن أحدا منهم لا يؤمن. قال القاضي: إن أريد بأهل الكتاب كلهم العلماء منهم والعوام، فلا بدّ من تأويل الحسن، وإن أريد به العلماء نظرنا فإن كان في علمائهم المخاطبين بهذه الآية من قد آمن وجب أيضا ذلك التأويل، وإن لم يكن فيهم من قد آمن صحّ إجراؤه على ظاهره في رجوع النفي إلى كل واحد منهم، لأن ذلك أليق بالظاهر، إذ لا فرق بين قوله: {ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} وبين قوله: «ما اتبع أحد منهم قبلتك»(٢).
[٤٠] - قوله تعالى: {كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ١٥١}
  أ - فإن قيل: {كَما} هل يجوز أن يكون جوابا؟ قلنا: جوزه الفراء وجعل لأذكروني جوابين. أحدهما: (كما). والثاني: (أذكركم)، ووجه ذلك لأنه أوجب عليهم الذكر ليذكرهم اللّه برحمته، ولما سلف من نعمته، قال القاضي: والوجه الأول أولى، لأنه قبل الكلام إذا وجد ما يتم به الكلام من غير فصل فتعلقه به أولى ... (٣).
(١) م. ن ج ١/ ٤٢٦.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٤/ ١١٤ (ط ٢، دار الكتب العلمية).
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٤/ ١٦١.