تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[6] - قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم 37}

صفحة 70 - الجزء 1

[٦] - قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ٣٧}

  .. المسألة الخامسة: سأل القاضي عبد الجبار نفسه فقال: إذا كانت هذه المعصية صغيرة فكيف تلزم التوبة؟ وأجاب بأن أبا علي قال: إنها تلزمه لأن المكلّف متى علم أنه قد عصى لم يحد فيما بعد وهو مختار، ولا مانع من أن يكون نادما أو مصرا، لكن الإصرار قبيح فلا تتم مفارقته لهذا القبيح إلّا بالتوبة، فهي إذن لازمة سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة وسواء ذكرها وقد تاب عنها من قبل أو لم يتب⁣(⁣١).

[٧] - قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ٣٨}

  .. المسألة الخامسة: قال القاضي: قوله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} يدل على أمور. أحدها: أن الهدى قد يثبت ولا اهتداء فلذلك قال: {فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ}. وثانيها: بطلان القول بأن المعارف ضرورية، وثالثها: أن باتباع الهدى تستحق الجنة، ورابعها: إبطال التقليد لأن المقلد لا يكون متبعا للهدى⁣(⁣٢).

[٨] - قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ ٤٦}

  وقال بعض المحققين أصل الظن ما يجول في النفس من الخاطر الذي يغلب على القلب ... وهو من جنس الاعتقاد عند أبي هاشم، وجنس برأسه سوى


(١) م. ن ج ٣/ ٢٢.

(٢) م. ن ج ٣/ ٢٩.