تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[10] - قوله تعالى: {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا 69}

صفحة 303 - الجزء 1

[١٠] - قوله تعالى: {يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً ٦٩}

  قال القاضي: بيّن اللّه تعالى أن المضاعفة والزيادة يكون حالهما في الدوام كحال الأصل، فقوله: {وَيَخْلُدْ فِيهِ} أي ويخلد في ذلك التضعيف، ثم إن ذلك التضعيف إنما حصل بسبب العقاب على المعاصي، فوجب أن يكون عقاب هذه المعاصي في حق الكافر دائما، وإذا كان كذلك وجب أن يكون في حق المؤمن كذلك، لأن حاله فيما يستحق به لا يتغير سواء فعل مع غيره أو منفردا⁣(⁣١).

[١١] - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ٧٤}

  احتج أصحابنا بهذه الآية على أن فعل العبد مخلوق للّه تعالى، قالوا لأن الإمامة في الدين لا تكون إلّا بالعلم والعمل، فدل على أن العلم والعمل إنما يكون بجعل اللّه تعالى وخلقه، وقال القاضي: المراد من السؤال الألطاف التي إذا كثرت صاروا مختارين لهذه الأشياء فيصيرون أئمة⁣(⁣٢).


(١) م. ن ج ٢٤/ ١١٢.

(٢) م. ن ج ٢٤/ ١١٦.