تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[54] - قوله تعالى: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين 191}

صفحة 98 - الجزء 1

  لأنه إذا أمكن حمله على معنى من غير إثبات نسخ، كان أولى، ولأن ما قالوه زيادة لا دليل عليه⁣(⁣١).

  ب - قوله تعالى: {وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى} أي ودلالات من الهدى. وقيل:

  المراد بالهدى الأول الهدى من الضلالة، وبالثاني بيان الحلال والحرام عن ابن عباس. وقيل: أراد بالأول ما كلّف من العلم، وبالثاني ما يشتمل عليه من ذكر الأنبياء وشرائعهم وأخبارهم، لأنها لا تدرك إلّا بالقرآن، عن الأصم، والقاضي⁣(⁣٢).

[٥٤] - قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ١٩١}

  ففيه مسألتان: ... المسألة الثانية: قرأ حمزة، والكسائي: ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم كله بغير ألف، والباقون جميع ذلك بالألف، وهو في المصحف بغير ألف، وإنما كتبت كذلك للإيجاز، كما كتب: الرحمن بغير ألف، وكذلك: صالح، وما أشبه ذلك من حروف المد واللين، قال القاضي: |: القراءتان المشهورتان إذا لم يتناف العمل وجب العمل بهما، كما يعمل بالآيتين إذا لم يتناف العمل بهما، وما يقتضيه هاتان القراءتان المشهورتان لا تنافي فيه، فيجب العمل بهما ما لم يقع النسخ فيه⁣(⁣٣).


(١) الطبرسي: مجمع البيان ج ٢/ ٤٩٣.

(٢) الطبرسي: مجمع البيان ج ٢/ ٤٩٧.

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٥/ ١٤٦.