[3] - قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون 87}
  الفسق بقوله
  {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ ٧٤ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} ولفظ المجرم يتناول الكافر والفاسق، فوجب كون الكل في عذاب جهنم، وقوله {خالِدُونَ} يدل على الخلود، وقوله أيضا {لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} يدل على الخلود والدوام أيضا(١).
  المسألة الثالثة: احتج القاضي بقوله تعالى: {وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ٧٦} فقال: إن كان خلق فيهم الكفر ليدخلهم النار فما الذي نفاه بقوله {وَما ظَلَمْناهُمْ}، وما الذي نسبه إليهم مما نفاه عن نفسه؟ أوليس لو أثبتناه ظلما لهم كان لا يزيد على ما يقوله القوم، فإن قالوا: ذلك الفعل لم يقع بقدرة اللّه ø فقط، بل إنما وقع بقدرة اللّه مع قدرة العبد معا، فلم يكن ذلك ظلما من اللّه(٢).
[٣] - قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ٨٧}
  وقد احتجّ بعض أصحابنا به على أن إفكهم ليس منهم بل من غيرهم بقوله {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}، وأجاب القاضي: بأن من يضل في فهم الكلام أو في الطريق يقال له: أين يذهب بك؟ والمراد أين تذهب(٣).
(١) م. ن ج ٢٧/ ٢٢٧.
(٢) م. ن ج ٢٧/ ٢٢٨.
(٣) م. ن ج ٢٧/ ٢٣٤.