تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[22] - قوله تعالى: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين 109}

صفحة 234 - الجزء 1

  أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ١٠٤}

  اللغة: الشك: وقوف في المعنى، ونقيضه كمن يشك في كون زيد في الدار، فإنه لا يكون لإحدى الصفتين عنده مزية على الأخرى فيقف، وهو معنى غير الاعتقاد، عند أبي علي الجبّائي، وأبي هاشم. ثم رجع عنه أبو هاشم، وقال: ليس بمعنى، وهو اختيار القاضي⁣(⁣١).

[٢٢] - قوله تعالى: {وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ١٠٩}

  وفي تفسيرها وجهان: ... الثاني: وهو الكلام اللائق بالمعتزلة، قال القاضي: إنه تعالى بيّن أنه أكمل الشريعة وأزاح العلة وقطع المعذرة

  {فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ١٠٨ وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ١٠٩} فلا يجب علي من السعي في إيصالكم إلى الثواب العظيم، وفي تخليصكم من العذاب الأليم أزيد مما فعلت⁣(⁣٢).


(١) الطبرسي: مجمع البيان ج ٥/ ٢١٠.

(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ١٧/ ١٧٦.