[30] - قوله تعالى: {ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير 189}
  أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ١٨٨}
  أجاب القاضي عنه بوجوه(١): الأول: أن ظاهر قوله: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ} وإن كان عاما بحسب اللفظ إلّا أنا ذكرنا أن سبب نزوله هو أن الكفار قالوا: يا محمد ألا يخبرك ربك بوقت السعر الرخيص قبل أن يغلو، حتى نشتري الرخيص فنربح عليه عند الغلاء، فيحمل اللفظ العام على سبب نزوله، والمراد بالنفع: تملك الأموال وغيرها، والمراد بالضر وقت القحط، والأمراض وغيرها. الثاني: المراد لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا فيما يتصل بعلم الغيب، والدليل على أن المراد ذلك قوله: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} الثالث: المراد: لا أملك لنفسي من الضر والنفع إلّا قدر ما شاء اللّه أن يقدرني عليه ويمكنني منه، والمقصود من هذا الكلام بيان أنه لا يقدر على شيء إلّا إذا أقدره اللّه عليه(٢).
[٣٠] - قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٨٩}
  أليس(٣) أن الجبّائي، والكعبي، والقاضي قالوا في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي ...} فقالوا: هذه الضمائر من أول الآية إلى قوله {جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ} عائدة إلى آدم وحواء، وأما في قوله: {جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا
(١) ما أجاب عنه القاضي هو القول بأن الأفعال مخلوقة راجع هذه الحجّة في تفسير الرازي ١٥/ ٨٥.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ١٥/ ٨٥.
(٣) حاول الرازي في هذا المقطع من الكلام، أن يقوّي رأيه في تفسير الآيات ١٠ و ١١ و ١٢ و ١٣ من سورة الحجر، فاستدلّ على ذلك بما ذكره الجبّائي والكعبي، والقاضي، فلذلك نجد أسلوب الاحتجاج في هذا المقطع. راجع تفسير الرازي ج ١٩/ ١٣٠.