[24] - قوله تعالى: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين 145}
  بيّن تعالى أن الذي يحصل لهم من ذلك وهو الغفران والجنات يكون أجرا لعملهم وجزاء عليه بقوله: {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ} قال القاضي: وهذا يبطل قول من قال إن الثواب تفضل من اللّه وليس بجزاء على عملهم(١).
[٢٤] - قوله تعالى: {وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ١٤٥}
  قال القاضي: أما الأجل والرزق فهما مضافان إلى اللّه، وأما الكفر والفسق والإيمان والطاعة فكل ذلك مضاف إلى العبد، فإذا كتب تعالى ذلك فإنما يكتب بعلمه من اختيار العبد، وذلك لا يخرج العبد من أن يكون هو المذموم أو الممدوح(٢).
[٢٥] - قوله تعالى: {وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ١٤٧}
  أ - قال القاضي: إنما قدموا قولهم: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا} لأنه تعالى لما ضمن النصرة للمؤمنين، فإذا لم تحصل النصرة وظهر أمارات استيلاء العدو، دل ذلك ظاهرا على صدور ذنب وتقصير من المؤمنين؛ فلهذا المعنى يجب عليهم تقديم التوبة والاستغفار على طلب النصرة(٣).
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٩/ ١١.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٩/ ٢١ (طبعة دار الكتب العلمية، لبنان). ط ٢، سنة ٢٠٠٤.
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٩/ ٢٩.