[2] - قوله تعالى: {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين 10}
  الآيات(١).(٢).
[٢] - قوله تعالى: {دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ١٠}
  أ - قال القاضي: المراد من قوله: {دَعْواهُمْ} أي طريقتهم في تمجيد اللّه تعالى وتقديسه وشأنهم وسنتهم. والدليل على أن المراد ذلك أن قوله:
  {سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ} ليس بدعاء ولا بدعوى، إلّا أن المدعي للشيء يكون مواظبا على ذكره، لا جرم جعل لفظ الدعوى كناية عن تلك المواظبة والملازمة. فأهل الجنة لما كانوا مواظبين على هذا الذكر، لا جرم أطلق لفظ الدعوى عليها(٣).
  ب - قال القاضي: إنه تعالى وعد المتقين بالثواب العظيم، كما ذكر في أول هذه السورة من قوله: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ}[يونس: ٤] فإذا دخل أهل الجنة الجنة، ووجدوا تلك النعم العظيمة، عرفوا أن اللّه تعالى كان صادقا في وعده إياهم بتلك النعم، فعند هذا قالوا:
  {سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ} أي نسبحك عن الخلف في الوعد والكذب في القول(٤).
[٣] - قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١١}
  قال القاضي: لما بيّن تعالى فيما تقدم الوعد والوعيد أتبعه بما دل على أن
(١) الطبرسي: مجمع البيان ٥/ ٤٥٩.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ١٧/ ٣٣.
(٣) م. ن ج ١٧/ ٤٤.
(٤) م. ن ج ١٧/ ٤٥.