تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[2] - قوله تعالى: {أ فمن حق عليه كلمة العذاب أ فأنت تنقذ من في النار 19}

صفحة 315 - الجزء 1

سورة الزمر

[١] - قوله تعالى: {قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ١٠}

  أ - قال القاضي: أمرهم بالتقوى لكيلا يحبطوا إيمانهم، لأن عند الاتقاء من الكبائر يسلم لهم الثواب وبالإقدام عليها يحبط⁣(⁣١).

  ب - قوله: {إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ} وفي هذه الآية مسائل: ... المسألة الثالثة: أنه تعالى وصف ذلك الأجر بأنه بغير حساب، وفيه وجوه الأول: قال الجبّائي: المعنى أنهم يعطون ما يستحقون ويزدادون تفضلا فهو بغير حساب، ولو لم يعطوا إلّا المستحق لكان ذلك حسابا، قال القاضي: هذا ليس بصحيح، لأن اللّه تعالى وصف الأجر بأنه بغير حساب، ولو لم يعطوا إلّا الأجر المستحق، والأجر غير التفضل⁣(⁣٢).

[٢] - قوله تعالى: {أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَ فَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ١٩}

  احتج القاضي بهذه الآية على أن النبي لا يشفع لأهل الكبائر، قال:

  لأنه حق عليهم العذاب، فتلك الشفاعة تكون جارية مجرى إنقاذهم من النار،


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٦/ ٢٥٥.

(٢) م. ن ج ٢٦/ ٢٥٤.