تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[6] - قوله تعالى: {قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون 112}

صفحة 288 - الجزء 1

  مشاهدتها، لأنه لا فزع أكبر من ذلك، فإذا بيّن تعالى أن ذلك لا يحزنهم، فقد صحّ أن المؤمن آمن من أهوال يوم القيامة⁣(⁣١).

[٦] - قوله تعالى: {قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ١١٢}

  قال القاضي: إنما ختم اللّه هذه السورة بقوله: {قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} لأنه # كان قد بلغ في البيان الغاية لهم وبلغوا النهاية في أذيته وتكذيبه، فكان قصارى أمره تعالى بذلك تسلية له وتعريفا أن المقصود مصلحتهم، فإذا أبوا إلّا التمادي في كفرهم، فعليك بالانقطاع إلى ربك ليحكم بينك وبينهم بالحق، إما بتعجيل العقاب بالجهاد أو بغيره، وإما بتأخير ذلك فإن أمرهم وإن تأخر فما هو كائن قريب، وما روي أنه # كان يقول ذلك في حروبه كالدلالة على أنه تعالى أمره أن يقول هذا القول كالاستعجال للأمر بمجاهدتهم⁣(⁣٢).


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٢/ ٢٢٨.

(٢) م. ن ج ٢٢/ ٢٣٤.