د - الألطاف:
  المسألة باقتضاب في تفسيره(١).
د - الألطاف:
  عرّف القاضي عبد الجبار «اللّطف» فقال: «اللّطف هو كل ما يختار عنده المرء الواجب ويتجنّب القبيح، أو ما يكون عنده أقرب؛ إمّا إلى اختيار أو إلى ترك القبيح»(٢). ويرى القاضي أن الأسامي تختلف على اللّطف، فربّما يسّمى توفيقا، وربّما يسمّى عصمة إلى غير ذلك(٣)، وأن اللّطف هو توفيق من اللّه تعالى بعد أن يكون لدى المكلّف الاختيار(٤)، وباختصار، «اللّطف هو ما يقرّب العبد من الطاعة، ويبعده عن المعصية»(٥) وإلى هذا المعنى ذهب الشريف المرتضى(٦)، والطوسي(٧)، والقاضي البريدي(٨)، والعلّامة الحلّي(٩).
  وعالج القاضي اللّطف في تفسيره، ففي تأويله لقوله تعالى {وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ ١٢٦}[سورة الأعراف: الآية ١٢٦]، قال القاضي: «إنما سألوه تعالى الألطاف التي تدعوهم إلى الثبات والصبر، وذلك معلوم في الأدعية»(١٠)، وكذلك فسّر القاضي أحوال الألفة بين القلوب في قوله تعالى في الآية ٦٣ من سورة الأنفال،
(١) راجع من هذا التفسير، سورة البقرة، الآية ٦٣، وأيضا سورة يونس الآية ١٥.
(٢) القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة، ص ٥١٩، ٥٢٣ و ٧٧٩.
(٣) م. ن.
(٤) م. ن ص ٥٢٣ و ٧٧٩.
(٥) الخواجة الطوسي: تلخيص المحصّل ص ٢٨.
(٦) الشريف المرتضى: الحدود والحقائق ص ١٧١.
(٧) الطوسي: الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد، ص ٧٧؛ وأيضا له: تمهيد الأصول ص ٢٠٨.
(٨) البريدي: الحدود والحقائق ص ٢٢٩.
(٩) الحلّي: نهج المسترشدين في أصول الدين ص ٥٥، وأيضا له: الألفين ص ١٥.
(١٠) راجع من هذا التفسير، سورة الأعراف، الآية ١٢٦ (الفقرة أ).