[2] - قوله تعالى: {أ فنجعل المسلمين كالمجرمين 35}
سورة القلم
[١] - قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ١}
  وروى مجاهد عنه قال: أول ما خلق اللّه القلم، فقال: اكتب القدر، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه. قال القاضي: هذا الخبر يجب حمله على المجاز، لأن القلم الذي هو آلة مخصوصة في الكتابة لا يجوز أن يكون حيا عاقلا فيؤمر وينهى، فإن الجمع بين كونه حيوانا مكلفا، وبين كونه آلة للكتابة محال، بل المراد منه أنه تعالى أجراه بكل ما يكون وهو كقوله: {وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[البقرة: ١١٧] فإنه ليس هناك أمر ولا تكليف، بل هو مجرد نفاذ القدرة في المقدور من غير منازعة ولا مدافعة، ومن الناس من زعم أن القلم المذكور ههنا هو العقل، وأنه شيء هو كالأصل لجميع المخلوقات(١).
[٢] - قوله تعالى: {أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ٣٥}
  وفي الآية مسائل. المسألة الأولى: قال القاضي: فيه دليل واضح على أن وصف الإنسان بأنه مسلم ومجرم كالمتنافي، فالفاسق لما كان مجرما وجب أن لا يكون مسلما(٢).
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٣٠/ ٧٩.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٣٠/ ٩٣.