[7] - قوله تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون 29}
  يُؤْمِنُونَ ٢٧}
  قال القاضي: معنى قوله: {جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} هو أنا حكمنا بأن الشيطان ولي لمن لا يؤمن، قال ومعنى قوله: {أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ} هو أنا خلينا بينهم وبينهم، كما يقال فيمن يربط الكلب في داره ولا يمنعه من التوثب على الداخل؛ إنه أرسل عليه كلبه(١).
[٧] - قوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ٢٩}
  قال الحسن ومجاهد: {كَما بَدَأَكُمْ} خلقكم في الدنيا ولم تكونوا شيئا، كذلك تعودون أحياء، فالقائلون بالقول الأول(٢): احتجوا على صحته بأنه تعالى ذكر عقيبه قوله: {فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} وهذا يجري مجرى التفسير لقوله: {كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} وذلك يوجب ما قلناه. قال القاضي: هذا القول باطل، لأن أحدا لا يقول إنه تعالى بدأنا مؤمنين أو كافرين، لأنه لا بد في الإيمان والكفر أن يكون طارئا(٣).
[٨] - قوله تعالى: {فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ٣٠}
  قالت المعتزلة: المراد فريقا هدى إلى الجنة والثواب، وفريقا حق عليهم الضلالة، أي العذاب والصرف عن طريق الثواب.
  قال القاضي: لأن هذا هو الذي يحق عليهم دون غيرهم، إذ العبد لا
(١) م. ن ج ١٤/ ٥٥.
(٢) القول الأول قاله ابن عباس. الرازي: التفسير الكبير ج ١٤/ ٥٩.
(٣) م. ن ج ١٤/ ٥٩.