[1] - قوله تعالى: {قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا 19}
سورة مريم
[١] - قوله تعالى: {قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا ١٩}
  وسأل القاضي عبد الجبار في تفسيره نفسه فقال: إذا لم تكن نبيّة عندكم، وكان من قولكم أن اللّه تعالى لم يرسل إلى خلقه إلّا رجالا فكيف يصحّ ذلك؟ وأجاب أن ذلك إنما وقع في زمان زكريا #، وكان رسولا، وكل ذلك كان عالما به(١).
[٢] - قوله تعالى: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ٣٣}
  قال القاضي: السلام عبارة عما يحصل به الأمان، ومنه السلامة في النعم وزوال الآفات، فكأنه سأل ربه وطلب منه ما أخبر اللّه تعالى أنه فعله بيحيى، ولا بدّ في الأنبياء من أن يكونوا مستجابي الدعوة، وأعظم أحوال الإنسان احتياجا إلى السلامة هي هذه الأحوال الثلاثة وهي: يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم البعث، فجميع الأحوال التي يحتاج فيها إلى السلامة واجتماع السعادة من قبله تعالى طلبها ليكون مصونا عن الآفات والمخافات في كل الأحوال، واعلم أن اليهود والنصارى ينكرون أن عيسى # تكلم في زمان الطفولية واحتجوا عليه بأن هذا من الوقائع العجيبة التي تتوافر الدواعي على نقلها فلو وجدت لنقلت بالتواتر ولو كان ذلك لعرفه النصارى لا سيما وهم من أشدّ الناس
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢١/ ١٩٨.