تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

أ - الطبرسي والقاضي عبد الجبار:

صفحة 40 - الجزء 1

  عبد الجبار، وهو الجزء الأخير من موسوعة القاضي الكلامية، والمسماة ب «المغني في أبواب التوحيد والعدل».

  وعلى كل حال، إن دراستنا لتأثير القاضي على المفسّرين المتأخرين، سيقتصر على الطبرسي، والرازي، فالأول من كبار مفسّري الشيعة الإمامية في القرن السادس للهجرة، وأما الثاني، فهو من كبار مفكري الأشاعرة، ومفسّريهم، في أوائل القرن السابع للهجرة.

أ - الطبرسي والقاضي عبد الجبّار:

  أبو علي، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ)، هو من كبار مفسّري الشيعة الإمامية في القرن السادس للهجرة⁣(⁣١)، صاحب تفسير «مجمع البيان لعلوم القرآن»⁣(⁣٢)، وفي مقدمة تفسيره صرّح الطبرسي أن «تفسير التبيان» للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ)، هو «القدوة الذي استضاء به، ووطأ مواقع آثاره»⁣(⁣٣)، غير أن الطبرسي قد وجّه نقدا عنيفا لتفسير الطوسي، واتهمه بالخلط بين الغث والسمين، وعدم التمييز بين الصلاح مما ذكره والفاسد، وأخلّ بحسن الترتيب، وجودة التهذيب، وغيرها من الأمور⁣(⁣٤)، وقد كتب تفسيره وقد ذرف


(١) الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، أمين الدين، أبو علي، مفسّر لغوي، من كبار علماء الشيعة الإمامية، نسبته إلى طبرستان، ولد سنة ٤٧٠ هـ. وتوفي سنة ٥٤٨ أو ٥٥٢ هـ. راجع نويهض: معجم المفسرين ١/ ٤٢٠ (ولم يذكر سنة ولادته).

(٢) هذا الاسم صرّح به الطبرسي في مقدمة تفسيره، غير أن تفسيره طبع بعنوان: مجمع البيان في تفسير القرآن، انتشارات ناصر خسرو، طهران، ط ٦، سنة ١٤٢١ هـ.

(٣) الطبرسي: مجمع البيان، ج ١/ ٧٥ (مقدمة الكتاب).

(٤) ما قاله الطبرسي في نقد الطوسي هو ما نصّه: «... غير أنه خلط في أشياء مما ذكره في الإعراب والنحو الغثّ بالسمين، والخاثر بالزباد. ولم يميّز بين الصلاح مما ذكر فيه والفساد. وأدى الألفاظ في مواضع من متضمناته قاصرة عن المراد. وأخلّ بحسن الترتيب، وجودة التهذيب، فلم يقع لذلك من القلوب السليمة الموقع المرضي، ولم يعل من الخواطر الكريمة المكان العلي». الطبرسي: مجمع البيان ١/ ٧٥ (مقدمة الكتاب).