[8] - قوله تعالى: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون 83}
  هو المسبب لذلك لا جرم صحت هذه الإضافة إلى تعالى(١).
[٨] - قوله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ ٨٣}
  المراد بهذه النعمة وجوه: الأول: قال القاضي: المراد بها جميع ما ذكره اللّه تعالى في الآيات المتقدمة من جميع أنواع النعم، ومعنى أنهم أنكروه هو أنهم ما أفردوه تعالى بالشكر والعبادة بل شكروا على تلك النعم غير اللّه تعالى.
  ولأنهم قالوا إنما حصلت هذه النعم بشفاعة هذه الأصنام(٢).
[٩] - قوله تعالى: {وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ ٨٦}
  ثم حكى تعالى عن المشركين أنهم إذا رأوا تلك الشركاء قالوا: ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك. فإن قيل: فما فائدتهم في هذا القول؟ قلنا: فيه وجهان: الأول: قال أبو مسلم الأصفهاني: مقصود المشركين إحالة الذنب على هذه الأصنام وظنوا أن ذلك ينجيهم من عذاب اللّه تعالى أو ينقص من عذابهم، فعند هذا تكذبهم تلك الأصنام. قال القاضي: هذا بعيد، لأن الكفار يعلمون علما ضروريا في الآخرة أن العذاب سينزل بهم، وأنه لا نصرة ولا فدية ولا شفاعة(٣).
[١٠] - قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ
(١) م. ن ج ٢٠/ ٩٢.
(٢) م. ن ج ٢٠/ ٩٥.
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٠/ ٩٧.