[9] - قوله تعالى: {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون 70}
[٨] - قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ٦٥ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ ٦٦}
  قال القاضي: هذه الآية تدل على بطلان القول بالجبر، لأن فعلهم لو كان خلقا من اللّه تعالى ويجب وقوعه بالقدرة والإرادة لما عميت عليهم الأنباء ولقالوا إنما أتينا في تكذيب الرسل من جهة خلقك فينا تكذيبهم والقدرة الموجبة لذلك، فكانت حجتهم على اللّه تعالى ظاهرة وكذلك القول فيما تقدم لأن الشيطان كان له أن يقول إنما أغويت بخلقك في الغواية، وإنما قبل من دعوته لمثل ذلك فتكون الحجة لهم في ذلك قوية والعذر ظاهرا(١).
[٩] - قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٧٠}
  قال القاضي: إنه يستحق الحمد والشكر من أهل النار أيضا بما فعله بهم في الدنيا من التمكين والتيسير والإلطاف وسائر النعم، لأنهم بإساءتهم لا يخرج ما أنعم اللّه عليهم من أن يوجب الشكر(٢).
[١٠] - قوله تعالى: {فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ ٨١}
  قال القاضي: إذا هلك بالخسف، فسواء نزل عن ظاهر الأرض إلى الأرض السابعة أو دون ذلك، فإنه لا يمتنع ما روي على وجه المبالغة في الزجر، وأما قولهم إنه تعالى قال: لو استغاث بي لأغثته، فإن صحّ حمل على استغاثة مقرونة بالتوبة، فأما وهو ثابت على ما هو عليه مع أنه تعالى هو الذي حكم
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٥/ ٩.
(٢) م. ن ج ٢٥/ ١١.