تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[12] - قوله تعالى: {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين 66}

صفحة 73 - الجزء 1

  التكليف⁣(⁣١).

[١٢] - قوله تعالى: {فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ٦٦}

  قال القاضي: اليسير من الذم لا يوصف بأنه نكال حتى إذا عظم وكثر واشتهر، يوصف به وعلى هذا الوجه أوجب اللّه تعالى في السارق المصر القطع جزاء ونكالا وأراد به أن يفعل على وجه الإهانة والاستخفاف، فهو بمنزلة الخزي الذي لا يكاد يستعمل إلّا في الذم العظيم⁣(⁣٢).

[١٣] - قوله تعالى: {قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ ٦٨}

  قال القاضي: أما البكر، فقيل: إنها الصغيرة وقيل: ما لم تلد، وقيل:

  إنها التي ولدت مرة واحدة⁣(⁣٣).

[١٤] - قوله تعالى: {قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ ٧١}

  أ - قال القاضي: قوله تعالى: {الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} كفر من قبلهم لا محالة، لأنه يدل على أنهم اعتقدوا فيما تقدم من الأوامر أنها ما كانت حقه.

  ب - قوله تعالى: {وَما كادُوا يَفْعَلُونَ} معناه وما قاربوا الفعل ونفي


(١) م. ن ج ٣/ ١٠٧.

(٢) م. ن ج ٣/ ١١٣.

(٣) م. ن ج ٣/ ١١٩.