تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[32] - قوله تعالى: {أ فمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير 162}

صفحة 140 - الجزء 1

  جائز، فلا حاجة إلى هذه التكلفات⁣(⁣١).

[٣٠] - قوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ١٥٨}

  وتمسك القاضي بهذه الآية على أن المقتول ليس بميت، قال: لأن قوله: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ} يقتضي عطف المقتول على الميت، وعطف الشيء على نفسه ممتنع⁣(⁣٢).

[٣١] - قوله تعالى: {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ١٦١}

  قال القاضي: هذا يدل على أن الظلم ممكن في أفعال اللّه وذلك بأن ينقص من الثواب أو يزيد في العقاب، قال: ولا يتأتى ذلك إلّا على قولنا دون قول من يقول من المجبرة: أن أي شيء فعله تعالى فهو عدل وحكمة، لأنه المالك⁣(⁣٣).

[٣٢] - قوله تعالى: {أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٦٢}

  قوله: {أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ} في الآية مسائل: المسألة الأولى:

  للمفسرين فيه وجوه: الأول: {أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ} في ترك الغلول {كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} في فعل الغلول، وهو قول الكلبي، والضحاك. الثاني: أفمن اتبع رضوان اللّه بالإيمان به والعمل بطاعته، كمن باء بسخط من اللّه بالكفر به والاشتغال بمعصيته، الثالث: {أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ} وهم المهاجرون، {كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} وهم المنافقون، الرابع: قال الزجاج: لما حمل


(١) م. ن ج ٩/ ٥٢.

(٢) م. ن ج ٩/ ٦٠.

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٦٠ (ط ٢، دار الكتب العلمية).