تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[6] - قوله تعالى: {الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار 17}

صفحة 129 - الجزء 1

  يتوصل بذلك إلى مصالح الآخرة، وذلك لا ممدوح ولا مذموم، ومنها أن ينتفع به على وجه يتوصل به إلى مصالح الآخرة، وذلك هو الممدوح⁣(⁣١).

[٦] - قوله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ١٧}

  أ - {وَالْقانِتِينَ} القائمين بالواجبات، عن القاضي⁣(⁣٢).

[٧] - قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٦}

  أن قوله {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} يفيد أن بيده الخير لا بيد غيره، وهذا ينافي أن يكون بيد غيره، ولكن لا ينافي أن يكون بيده الخير وبيده ما سوى الخير، إلّا أنه خص الخير بالذكر لأنه الأمر المنتفع به فوقع التنصيص عليه، لهذا المعنى قال القاضي: كل خير حصل من جهة العباد فلو لا أنه تعالى أقدرهم عليه وهداهم إليه لما تمكنوا منه، فلهذا السبب كان مضافا إلى اللّه تعالى، إلّا أن هذا ضعيف، لأن على هذا التقدير يصير بعض الخير مضافا إلى اللّه تعالى، ويصير أشرف الخيرات مضافا إلى العبد، وذلك على خلاف هذا النصّ⁣(⁣٣).

[٨] - قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ٣٠}


(١) م. ن ج ٧/ ٢١٢.

(٢) الطبرسي: مجمع البيان ج ٢/ ٧١٤.

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٨/ ٩.