[8] - قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين 30}
[٨] - قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ ٣٠}
  قال القاضي: القصة التي ذكرها ابن عباس(١) موافقة للقرآن إلّا ما فيها من حديث إبليس، فإنه زعم أنه كانت صورته موافقة لصورة الإنس وذلك باطل، لأن ذلك التصوير إما أن يكون من فعل اللّه أو من فعل إبليس، والأول باطل لأنه لا يجوز من اللّه تعالى أن يفعل ذلك ليفتن الكفار في المكر، والثاني أيضا باطل، لأنه لا يليق بحكمة اللّه تعالى أن يقدر إبليس على تغيير صورة نفسه(٢).
[٩] - قوله تعالى: {وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٣٩}
  قال القاضي: إنه تعالى أمر بقتالهم ثم بيّن العلة التي بها أوجب قتالهم، فقال: {حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ويخلص الدين الذي هو دين اللّه من سائر الأديان، وإنما يحصل هذا المقصود إذا زال الكفر بالكلية(٣).
[١٠] - قوله تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٥٣}
  قال القاضي: معنى الآية أنه تعالى أنعم عليهم بالعقل والقدرة وإزالة الموانع وتسهيل السبل، والمقصود أن يشتغلوا بالعبادة والشكر ويعدلوا عن
(١) قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وغيرهم من المفسرين: إن مشركي قريش تآمروا في دار الندوة ودخل عليهم إبليس في صورة شيخ، وذكر أنه من أهل نجد ... راجع كامل القصة في تفسير الرازي ج ١٥/ ١٥٦.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ١٥/ ١٥٦.
(٣) م. ن ج ١٥/ ١٦٥.