[18] - قوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون 79}
  ج - أما قوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} فإن قيل: هل يصحّ أن يوصف اللّه بأنه ليس بغافل؟ قلنا: قال القاضي: لا يصحّ لأنه يوهم جواز الغفلة عليه وليس الأمر كذلك لأن نفي الصفة عن الشيء لا يستلزم ثبوت صحتها عليه(١).
[١٧] - قوله تعالى: {أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٥}
  أما قوله تعالى: {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} ففيه مسائل ... المسألة الثانية؛ قال القاضي: إن التحريف إما أن يكون في اللفظ أو في المعنى، وحمل التحريف على تغيير اللفظ أولى من حمله على تغيير المعنى، لأن كلام اللّه تعالى إذا كان باقيا على جهته وغيروا تأويله، فإنما يكونون مغيرين لمعناه لا لنفس الكلام المسموع(٢).
[١٨] - قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ٧٩}
  قال القاضي: دلت الآية على أن كتابتهم ليست خلقا للّه تعالى، لأنها لو كانت خلقا للّه تعالى لكانت إضافتها إليه تعالى بقولهم: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} ذلك حقيقة لأنه تعالى إذا خلقها فيهم فهب أن العبد مكتسب إلّا أن انتساب الفعل إلى الخالق أقوى من انتسابه إلى المكتسب فكان اسناد تلك الكتبة إلى اللّه تعالى
(١) م. ن ج ٣/ ١٣٢.
(٢) م. ن ج ٣/ ١٣٥.