[21] - قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون 135}
  قال: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} فذكرهما على سبيل التنكير، وذلك لا يفيد العموم، وأيضا المذكور في الآية المؤمنون والذين كفروا بعد الإيمان، ولا شبهة أن الكافر الأصلي من أهل النار مع أنه غير داخل تحت هذين القسمين، فكذا القول في الفسّاق(١).
  ب - قال القاضي: قوله {أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ} يدل على أن الكفر منه لا من اللّه، وكذا قوله {فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}(٢).
[٢١] - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥}
  {وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} اختلفوا في الفاحشة وظلم النفس، فقيل: الفاحشة الزنا. وظلم النفس: سائر المعاصي، عن السدي، وجابر. وقيل: الفاحشة: الكبائر، وظلم النفس: الصغائر، عن القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني(٣).
[٢٣] - قوله تعالى: {أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ١٣٦}
= تعالى، قالوا: وهذا أيضا متأكد بقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}[عبس: ٣٩]، الرازي: التفسير الكبير ج ٨/ ١٤٩ (ط ٢، دار الكتب العلمية).
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٨/ ١٤٩ (ط ٢، دار الكتب العلمية).
(٢) م. ن ج ٨/ ١٨٤.
(٣) الطبرسي: مجمع البيان ج ٢/ ٨٣٩.