تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

3 - القاضي وتفسيره «فرائد القرآن وأدلته»

صفحة 8 - الجزء 1

  تفسير الأشعري⁣(⁣١).

  ولا يعنينا هنا صحّة هذا الكلام أم بطلانه، بقدر ما يهمنا هو أن تفسير القاضي عبد الجبّار هو في مائة مجلد، ومسمّى ب «المحيط»، بيد أن لدى القاضي تفسيرا آخر للقرآن، ولم يشر إليه أحد ممن درس القاضي، أو تناول إحصاء مؤلّفاته، واسم هذا التفسير هو «فرائد القرآن وأدلّته»، وكان متوفرا حتى القرن السّابع الهجري، لأن ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ)، عاشق الكتب العظيم، قد نقل عنه نتفا في كتابه «سعد السعود للنفوس»، مع تحديد الوجهة المنقول عنها، والقائمة، والكراس، ورقم المجلد، فضلا عن تصريحه باسم هذا التفسير. قال ابن طاووس ما نصّه: «فصل:

  فيما نذكره من تفسير عبد الجبار بن أحمد الهمداني الذي كان يتولّى قضاء القضاة، واسم كتابه «فرائد القرآن وأدلته» حصل لنا منه عدّة مجلدات»⁣(⁣٢).

  إذن، يتلخّص من كل هذا، أن لدى القاضي عبد الجبار كتابين في التفسير:

  الأول: هو «المحيط»، أو «التفسير الكبير»، الذي أشار إليه الحاكم الجشمي، والقاضي أبو بكر ابن العربي.

  والثاني: «فرائد القرآن وأدلّته».

٣ - القاضي وتفسيره «فرائد القرآن وأدلّته»

  تفرّد بذكر هذا التفسير ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) في كتابه «سعد السعود للنفوس»، ونقل نتفا منه، وحصل عنده من هذا التفسير عدة مجلدات، ونقل عن أجزاء محدودة منه، وهي: الجزء الثاني، لأن الأول لم يجده كما صرح هو نفسه بذلك⁣(⁣٣)، والجزء الثالث، والرابع، والخامس، والسابع، والتاسع، والعاشر.

  وهذه الأجزاء تشير إلى، أن هذا التفسير كان ضخما، وهو من عشرة


(١) القاضي: متشابه القرآن، مقدمة التحقيق ص ٣٠ و ٣١.

(٢) ابن طاووس: سعد السعود للنفوس، تحقيق مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، إيران، ط ١، سنة ١٤٢٢ هـ، ص ٣٠٣.

(٣) ابن طاووس: سعد السعود للنفوس، ص ٣٠٤.