تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[1] - قوله تعالى: {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير 4}

صفحة 289 - الجزء 1

سورة الحج

[١] - قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ٤}

  أ - قال القاضي عبد الجبار: إذا قيل المراد بقوله: {كُتِبَ عَلَيْهِ} قضى عليه، فلا جائز أن يرد إلّا إلى من يتبع الشيطان، لأنه تعالى لا يجوز أن يقضي على الشيطان أنه يضل، ويجوز أن يقضي على من يقبله بقوله، قد أضله عن الجنة وهداه إلى النار⁣(⁣١).

  ب - المسألة الثالثة: قال القاضي: فيه دلالة على أن المجادلة في اللّه ليست من خلق اللّه تعالى وبإرادته، وإلا لما كانت مضافة إلى اتباع الشيطان، وكان لا يصحّ القول بأن الشيطان يضله، بل كان اللّه تعالى قد أضله⁣(⁣٢).

[٢] - قوله تعالى: {وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ ١٦}

  قال القاضي عبد الجبار في الاعتذار هذا يحتمل وجوها: أحدها: يكلف من يريد، لأن من كلف أحدا شيئا فقد وصفه له وبيّنه له. وثانيها: أن يكون المراد يهدي إلى الجنة والإثابة من يريد ممن آمن وعمل صالحا. وثالثها: أن يكون المراد أن اللّه تعالى يلطف بمن يريد ممن علم أنه إذا زاده هدى ثبت على إيمانه كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً}، وهذا الوجه هو الذي أشار


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٣/ ٥.

(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٣/ ٥.