[19] - قوله تعالى: {قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين 111}
  وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ٨٩}
  أ - أما قوله: {وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} ففيه مسائل: المسألة الأولى: في تعلق هذا الكلام بالكلام الأول وجوه: قال القاضي: قد نقلنا عن أبي علي الجبّائي أن قول شعيب: {أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا} معناه: إلّا أن يخلق المصلحة في تلك العبادات، فحينئذ يكلفنا بها، والعالم بالمصالح ليس إلّا من وسع علمه كل شيء، فلذلك أتبعه بهذا القول(١).
  ب - {وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا} قيل في معنى هذه المشيئة مع حصول العلم بأنه سبحانه لا يشاء عبادة الأصنام أقوال:
  (أحدها) أن المراد بالملّة الشريعة، وليس المراد بها ما يرجع إلى الاعتقاد في اللّه سبحانه، وصفاته، ومما لا يجوز أن تختلف العبادة فيه وفي شريعتهم أشياء يجوز أن يتعبد اللّه تعالى بها فكأنه قال: ليس لنا أن نعود في ملتكم إلّا أن يشاء اللّه أن يتعبدنا بها وينقلنا إليها، وينسخ ما نحن فيه من الشريعة، عن الجبّائي، والقاضي(٢).
[١٩] - قوله تعالى: {قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ ١١١}
  {وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ} يريد وأرسل في مدائن صعيد مصر رجالا يحشروا إليك ما فيها من السحرة. قال ابن عباس: وكان رؤساء السحرة بأقصى مدائن الصعيد، ونقل القاضي عن ابن عباس، أنهم كانوا سبعين ساحرا
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ١٤/ ١٨٠.
(٢) الطبرسي: مجمع البيان ٤/ ٦٩١.