[3] - قوله تعالى: {ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير 16}
  فإنه لا تناقض بينها، والأقرب أن يكون المراد بذلك ماله # أن ينفل غيره من جملة الغنيمة قبل حصولها وبعد حصولها، لأنه يسوغ له تحريضا على الجهاد، وتقوية للنفوس، كنحو ما كان ينفل واحدا في ابتداء المحاربة، ليبالغ في الحرب، أو عند الرجعة، أو يعطيه سلب القائل، أو يرضخ لبعض الحاضرين، وينفله من الخمس الذي كان # يختص به. وعلى هذا التقدير فيكون قوله {قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} والمراد الأمر الزائد على ما كان مستحقا للمجاهدين(١).
[٢] - قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ ٥}
  قال القاضي: معناه: أنه حصل ذلك الخروج بأمر اللّه تعالى وإلزامه، فأضيف إليه(٢).
[٣] - قوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٦}
  احتج القاضي بهذه الآية على القطع بوعيد الفساق من أهل الصلاة، وذلك لأن الآية دلت على أن من انهزم إلّا في هاتين الحالتين استوجب غضب اللّه ونار جهنم. قال: وليس للمرجئة أن يحملوا هذه الآية على الكفار دون أهل الصلاة، كصنعهم في سائر آيات الوعيد، لأن هذا الوعيد مختص بأهل الصلاة(٣).
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ١٥/ ١١٦.
(٢) م. ن ج ١٥/ ١٢٨.
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ١٥/ ١٣٨.