تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[24] - قوله تعالى: {التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين 112}

صفحة 217 - الجزء 1

  مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ١٠٨}

  واختلفوا في أن مسجد التقوى ما هو؟ قيل: إنه مسجد قباء، وكان # يأتيه في كل سنة فيصلي فيه، والأكثرون أنه مسجد رسول اللّه ، وقال سعيد بن المسيب: المسجد الذي أسس على التقوى مسجد الرسول #، وذكر أن الرجلين اختلفا فيه، فقال أحدهما: مسجد الرسول، وقال آخر: قباء. فسألاه # فقال: هو مسجدي هذا. وقال القاضي: لا يمنع دخولهما جميعا تحت هذا الذكر لأن قوله: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى} هو كقول القائل، لرجل صالح أحق أن تجالسه. فلا يكون ذلك مقصورا على واحد⁣(⁣١).

[٢٤] - قوله تعالى: {التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ١١٢}

  قوله: {الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ} ... قال القاضي: وإنما جعل ذكر الركوع والسجود كناية عن الصلاة لأن سائر أشكال المصلي موافق للعادة، وهو قيامه وقعوده، والذي يخرج عن العادة في ذلك هو الركوع والسجود، وبه يتبيّن الفضل بين المصلّي وغيره⁣(⁣٢).

[٢٥] - قوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ


(١) م. ن ج ١٦/ ١٩٦.

(٢) م. ن ج ١٦/ ٢٠٥.