[20] - قوله تعالى: {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين 103}
  فقوله: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ} يقتضي أنه ما حصلت تلك المشيئة وما حصل إيمان أهل الأرض بالكلية، فدل هذا على أنه تعالى ما أراد إيمان الكل، أجاب الجبّائي، والقاضي وغيرهما: بأن المراد مشيئة الإلجاء، أي لو شاء اللّه أن يلجئهم إلى الإيمان لقدر عليه ولصح ذلك منه، ولكنه ما فعل ذلك، لأن الإيمان الصادر من العبد على سبيل الإلجاء لا ينفعه ولا يفيده فائدة(١).
[١٩] - قوله تعالى: {وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ١٠٠}
  قال القاضي: المراد أن الإيمان لا يصدر عنه إلّا بعلم اللّه أو بتكليفه أو بإقداره عليه(٢).
[٢٠] - قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ١٠٣}
  وفيه مسائل: ... المسألة الثانية: قال القاضي: قوله: {حَقًّا عَلَيْنا} المراد به الوجوب، لأن تخليص الرسول والمؤمنين من العذاب إلى الثواب واجب ولولاه لما حسن من اللّه تعالى أن يلزمهم الأفعال الشاقة وإذا ثبت وجوبه لهذا السبب جرى مجرى قضاء الدين للسبب المتقدم(٣).
[٢١] - قوله تعالى: {قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ١٧/ ١٦٧.
(٢) م. ن ج ١٧/ ١٦٨.
(٣) م. ن ج ١٧/ ١٧٢.