[6] - قوله تعالى: {وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون 23 ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين 24 وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم 25}
  لأن ذلك الرزق الذي يظهر بالنبات يكون معيشة لهم من وجهين:
  الأول: بحسب الأكل والانتفاع بعينه.
  الثاني: أن ينتفع بالتجارة فيه، والقائلون بهذا القول قالوا: الوزن إنما يراد لمعرفة المقدار، فكان إطلاق لفظ الوزن لإرادة معرفة المقدار من باب إطلاق اسم السبب على المسبب. قالوا: ويتأكد ذلك أيضا بقوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ}[الرعد: ٨]، وقوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}[الحجر: ٢١](١).
[٦] - قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ ٢٣ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ٢٤ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ٢٥}
  [النظم] - إنما اتصل قوله {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ} وما بعده بما ذكره قبل من أنواع النعم ... وقيل: إنه لما بيّن أنواع نعمه عرّفهم بعد أنه لم يخلق ذلك للبقاء، وإنما أنعم به عليهم ليكون طريقا إلى نعم الآخرة، عن القاضي(٢).
[٧] - قوله تعالى: {وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ٨٥}
  قال القاضي: والصفح ممدوح في سائر الحالات، وهو كالحلم والتواضع، وقد يلزمنا الصفح الجميل مع لزوم التشديد في أمر الجهاد(٣).
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ١٩/ ١٣٦ (طبعة دار الكتب العلمية).
(٢) الطبرسي: مجمع البيان ٦/ ٥١٤.
(٣) الطبرسي: مجمع البيان ج ٦/ ٥٣٠.