تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ب - الإلجاء:

صفحة 27 - الجزء 1

  ورأى القاضي عبد الجبار أن التكليف هو الأمر والإلزام للشيء الذي فيه كلفة ومشقّة⁣(⁣١). ووافقه على هذا المعنى الشيخ المفيد⁣(⁣٢)، والشريف المرتضى⁣(⁣٣)، والشيخ الطوسي⁣(⁣٤). بيد أن المفسّر والمتكلّم المعتزلي أبا القاسم الكعبي البلخي (ت ٣١٩ هـ) قد سبق القاضي في تحديد هذا المعنى لمفهوم التكليف، وفصّل الكلام فيه، وفي مواصفات المكلّف في تفسيره⁣(⁣٥).

  ولأهمية مواصفات المكلّف، نجد في الكتب الكلامية المتأخرة عن البلخي حديثا عن «أوصاف المكلّف والمكلّف»⁣(⁣٦)، وعن «حاجة المكلّف إلى العقل والعلم ليحسن تكليفه»⁣(⁣٧)، و «صحة التكليف»⁣(⁣٨)، و «الصفات والشرائط التي يكون عليها المكلّف»⁣(⁣٩)، و «الصفات التي إذا تكاملت في المكلّف وجب تكليفه»⁣(⁣١٠)، وقد خصّص القاضي عبد الجبار في كتابه المغني في أبواب التوحيد والعدل» صفحات عديدة للحديث عن التكليف وشرائطه⁣(⁣١١)، وقد بحث هذه


(١) القاضي عبد الجبار: المحيط بالتكليف ص ١١؛ وأيضا «المغني في أبواب التوحيد والعدل» ج ١١/ ٢٩٣.

(٢) المفيد: أوائل المقالات، ص ١١٣.

(٣) الشريف المرتضى: الحدود والحقائق، ص ٥٥.

(٤) الطوسي: الذخيرة في علم الكلام، ص ١٠٥، وأيضا له في تمهيد الأصول، ص ١٥٧.

(٥) راجع كتابنا «تفسير أبي القاسم الكعبي البلخي»، ج ٤/ ٦٥ و ٦٦ و ٦٧.

(٦) البغدادي: أصول الدين ص ٢١٢.

(٧) القاضي عبد الجبار: المغني في أبواب التوحيد والعدل، ١١/ ٣٧١.

(٨) الماوردي: أعلام النبوّة ص ١٥.

(٩) الطوسي: الذخيرة في علم الكلام ص ١٢١.

(١٠) القاضي عبد الجبار: المغني في أبواب التوحيد والعدل ١١/ ٤٨١.

(١١) القاضي عبد الجبار: المغني في أبواب التوحيد والعدل، ١١/ ٤٣١، ٤٨١، ٤٨٢ وغيرها.