[6] - قوله تعالى: {قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما
  اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ ٢٣ فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ ٢٤}
  قال القاضي: يحتمل أن يريدوا بذلك كونه رسولا مبعوثا، لأنه لا يمتنع فيما تقدم من زمان آبائهم أنه كان زمان فترة، ويحتمل أن يريدوا بذلك دعاءهم إلى عبادة اللّه تعالى وحده، لأن آباءهم كانوا على عبادة الأوثان(١).
[٤] - قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ٤٩}
  أما قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ٤٩} فقال القاضي:
  معناه أنه سبحانه خصّ موسى # بالكتاب الذي هو التوراة، لا لذلك التكذيب، لكن لكي يهتدوا به، فلما أصروا على الكفر مع البيان العظيم استحقوا أن يهلكوا(٢).
[٥] - قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ ٥٠}
  وقال الحسن: تكلمت مريم في صغرها كما تكلم عيسى # وهو قولها: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ}[آل عمران: ٣٧] ولم تلقم ثديا قط، قال القاضي: إن ثبت ذلك فهو معجزة لزكريا #، لأنها لم تكن نبيّة(٣).
[٦] - قوله تعالى: {قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً
(١) م. ن ج ٢٣/ ٩٣.
(٢) م. ن ج ٢٣/ ١٠٣.
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٣/ ١٠٤.