تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[6] - قوله تعالى: {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور 40}

صفحة 297 - الجزء 1

[٥] - قوله تعالى: {رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ٣٧}

  قال القاضي: المراد بذلك أن تكون الطاعات منهم مكفرة لمعاصيهم وإنما يجزيهم اللّه تعالى بأحسن الأعمال⁣(⁣١).

[٦] - قوله تعالى: {أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ٤٠}

  وقال القاضي: المراد بقوله: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً} أي في الدنيا بالألطاف {فَما لَهُ مِنْ نُورٍ} أي لا يهتدي فيتحير ويحتمل {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً} أي مخلصا في الآخرة وفوزا بالثواب {فَما لَهُ مِنْ نُورٍ}⁣(⁣٢).

[٧] - قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ٤٦}

  أما قوله: {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} فاستدلال أصحابنا به كما تقدم، والجواب: أجاب القاضي عنه بأن المراد يهدي من بلغه حد التكليف دون غيره، أو يكون المراد من أطاعه واستحق الثواب فيهديه إلى الجنة على ما تقدم في نظائره⁣(⁣٣).


(١) م. ن ج ٢٤/ ٧.

(٢) م. ن ج ٢٤/ ١٠.

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٤/ ٢٠.