تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[2] - قوله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها أ لم يأتكم نذير 8}

صفحة 338 - الجزء 1

سورة الملك

[١] - قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ ٥}

  السؤال الثالث: قالوا: دلت التواريخ المتواترة على أن حدوث الشهب كان حاصلا قبل مجيء النبي ، فإن الحكماء الذين كانوا موجودين قبل مجيء النبي بزمان طويل ذكروا ذلك وتكلموا في سبب حدوثه، إذا ثبت أن ذلك كان موجودا قبل مجيء النبي امتنع حمله على مجيء النبي ، أجاب القاضي:

  بأن الأقرب أن هذه الحالة كانت موجودة قبل النبي لكنها كثرت في زمان النبي فصارت بسبب الكثرة معجزة⁣(⁣١).

[٢] - قوله تعالى: {تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ٨}

  وأجاب القاضي⁣(⁣٢) عنه بأن النذير قد يطلق على ما في العقول من الأدلة المحذرة المخوفة، ولا أحد يدخل النار إلّا وهو مخالف للدليل غير متمسك بموجبه⁣(⁣٣).


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٥/ ١٢٢.

(٢) المجاب عنه هو: احتجت المرجئة على أنه لا يدخل النار أحد إلّا الكفار بهذه الآية، قالوا: لأنه تعالى حكى عن كل من ألقي في النار أنهم قالوا: كذبنا النذير، وهذا يقتضي أن من لم يكذب باللّه ورسوله لا يدخل النار، واعلم أن ظاهر هذه الآية يقتضي القطع بأن الفاسق الحصر لا يدخل النار. الرازي: التفسير الكبير ج ٣٠/ ٦٤.

(٣) م. ن ج ٣٠/ ٦٤.